عبدالملك نصير الشباب

هناك من يتجاهل ويقلل من دور الشباب الكويتي
عبدالملك نصير الشباب
كتب:د. فوزي سلمان الخواري
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم من اشهر الخلفاء في العصر الاموي، آلت اليه الخلافة سنة 65هـ بعد وفاة ابيه، وهو اول من صك الدنانير في الاسلام واول من نقش بالعربية على الدراهم. بلغ اليه ذات يوم ان غلاما يدعى إياس قد حضر لقاضي دمشق ومعه شيخ كبير يدعي عليه بأمر ما، فقال له القاضي: ما تستحي!! تقدم شيخاً كبيراً الى القضاء؟ فرد الياس متعجبا من امر القاضي: الحق اكبر منه. فرد عليه القاضي باستهزاء: ما اظنك يا غلام الا ظالما!. فقال الياس: ما على ظنك خرجت من اهلي. فغضب القاضي ونهره بأن يسكت. فقال إياس متعجبا: فمن ينطق بحجتي اذا؟ فقال له القاضي متهكما: ما اظنك تقول في مجلسك هذا حقا. فرفع إياس اصبعه وهم خارجاً من مجلس القاضي وهو يقول: اشهد ان لا اله الا الله. فما كان من الخليفة عبدالملك بن مروان الا ان عزل القاضي وولى الغلام إياس مكانه.

هذه القصة ومثلها الوف عبر التاريخ الاسلامي تنقل دور الشباب ومساهمته في انتشار رقعة الدولة الاسلامية وتصحيح الاخطاء، وعلى النقيض من ذلك نجد ان هناك من يتجاهل ويقلل من دور الشباب الكويتي بل ويوجه لهم اصابع الاتهام بأنهم هم الذين دفعوا النواب للتصعيد الذي ادى الى حل المجلس مساويا بذلك بهم الشباب الارعن الذي يتخذ الطرقات للاستهتار والرعونة بالمركبات، متناسين ان الشباب يشكلون الاغلبية العظمى من سكان الكويت وبالتالي فان لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها كل مواطن كويتي ولهم ان يوصلوا صوتهم كيفما وعبر من يشاءون. نقول ان الشباب الكويتي هم عماد هذا الوطن وهم الذين تغربوا شرقا وغربا من اجل ان ينهلوا من العلوم والخبرات على امل المساهمة في تنمية وطنهم ورقي شعبهم ولكن حينما عادوا وجدوا انفسهم امام سيل من الفساد جعل منهم ارض بور لا ينبت فيها الزرع ولا يدر فيها الضرع، انهم بحاجة الى اعادة استصلاح هذا اذا كان هناك فعلا نية حسنة لاستصلاحهم بعيدا عن اصحاب الهمم والمصالح وانتشالهم من بؤر الفساد التي عمت الارض بشهادة الجميع. فالشباب بطبيعته شلال منهمر ومتجدد بتسارع ويحمل الخير بين طياته واذا لم يستفد منه تذهب فورته سدى لتثقله حبات الحصى والرمال في حملها حيث تفتر قوته. فالخليفة عبدالملك بن مروان عندما شعر بالضغن الذي اصاب الشاب انتصر له، فكم من شاب بيننا اصابه ما اصاب إياس ولكنه عاجز عن التصرف، فوجود عبدالملك بالكويت ضروري لنصرة الشباب ولاصلاح المجتمع وهذا ما نحتاجه لكي لا نجد كل الوان الطيف تخرج للشارع.

Alfouz@hotmail.com
تاريخ النشر: الثلاثاء 30/5/2006